هند الإرياني: أنا مش "فيمينيست"
Description
انتشر فيديو لأمنية حجازي، زوجة عبدالله رشدي، وهي تقول: “كنت فاكراه ضد الفيمينيست، أنا مش فيمينيست أظن باين عليّا”، تمسك نقابها ثم تستدرك:“ما ليش في الجو ده، أنا مش فيمينيست، فكنت متخيلة إنه ضد الفيمينيست، اكتشفت إنه ضد المرأة أصلًا”.
وأنا أشاهد هذا المقطع، تبادر إلى ذهني كثيرٌ من النساء اللواتي يعتبرن كلمة “فيمينيست” أو “نسوية” وكأنها كلمة سيئة، ويسارعن في كل مرة يُنادين فيها بحقوق المرأة إلى القول: “أنا مش فيمينيست”. وهذا يدلّ على أن الكثير من النساء، وليست زوجة عبدالله رشدي فقط، لا يعرفن ماذا يعني أن تكون المرأة “فيمينيست”.
الكثير منا يعرف أو سمع عن عبدالله رشدي، الداعية الذي يعرّف نفسه كباحث في شؤون الأديان والمذاهب في الأزهر الشريف، ومتحدث إعلامي سابق باسم وزارة الأوقاف.
هذا الشخص كثير الجدل، وكثيرًا ما يُهين النساء، مما يُظهر طريقة تفكيره. ولذلك لم يكن مفاجئًا ما قالته زوجته عنه، وعن أنه حتى في المواضيع العامة إذا تناقشا يقول لها: “إنتِ إزاي تجادليني؟ أنا كلامي لا يُناقش، أنا كلامي كلام إله”.
هذا هو الرجل الذي يكره الفيمينيست؛ فهو يرى أنه أعلى درجة منها كامرأة، وبأنه في مرتبة الإله. وقد تحدثتُ مسبقًا عن أن الرجل في مجتمعنا هو فعلًا في مرتبة الإله، وكثيرًا ما يتم تحديد الحرام والحلال بحسب هذا الرجل. ولذلك كان لا بدّ من وجود حراك نسوي ضد هذا الفكر، حراك يؤمن بأن الرجل والمرأة متساويان في الحقوق والواجبات والحريات، وأنه لا فضل لأحدهما على الآخر، ولا أحد أعلى شأنًا من الثاني باختلافاتهما.
هذا هو “الفيمينيزم” أو “النسوية”، ومن تدافع عن هذه الحقوق هي “الفيمينيست”.
لذلك، عزيزتي، لا تخافي أن تقولي إنك فيمينيست، فهذا يعني أن لديك الوعي الكافي والتقدير لنفسك، وأنك لا تنظرين إلى نفسك بدونية، وتعرفين أنك في نفس الدرجة مع الرجل، ولديك نفس الحقوق. الفيمينيزم أو النسوية ستحمي حقك في أن تختاري طريقة حياتك، وكيف تكونين، وماذا تريدين.
لكن احذري كثيرًا من الرجل الذي يقول إنه ضد الفيمينيست، فهذا يعني أنه لا يراكِ في نفس درجته، ويخاف من المرأة القوية. والرجل الذي يخاف من المرأة القوية هو رجل ضعيف جدًّا. واليوم، يدافع عن أمنية حجازي كثير من النساء الفيمينيست، لأنهن يؤمنّ بأن النساء للنساء.




